النموذج الأوروبي للتميز المؤسسي
مع ظهور نموذج التميز الأوروبي وانتشاره على مستوى دولي، أصبحت غالبية المؤسسات التجارية الخدمية تسير نحو الامتثال له بغية تحسين أعمالها ورفع الجودة الخاصة بمنتجاتها أو خدماتها وتبذل مجهودات كبيرة لتحقيق تلك الغاية.
لكن وعلى الرغم من الشفافية والوضوح في النموذج تجد غالبية المؤسسات صعوبة في فهمه وتخفق النسبة الأكبر منها في تحقيق الاستفادة المرجوة منه، لذا في هذا المقال إلى نود اطلاعك على الخطوط العريضة التي تتبع له ولا بدَّ من تطبيقها ضمن نظام أي مؤسسة.
ما هو نموذج التميز الأوروبي؟
هو عبارة عن نموذج عالمي تتبناه العديد من الدول بهدف إدارة التميز في المنظمات والشركات، لا سيما أنه تم إنشاء نموذج التميز المؤسسي الأوروبي المعروف اختصارًا EFQM من قبل المؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة بغية مساعدة المنظمات على تطوير وتحسين الأداء العام لها بواسطة إدارة العديد من المعايير التي يجب مراعاتها وأخذها في عين الاعتبار.
وبعد ذلك تطور النموذج الأوروبي للتميز وفق عدد من المتغيرات حتى تحول من كونه أداة تؤدي مهمة التقييم العام لنظام المؤسسات ليصبح إطار يتم من خلاله توجيه المؤسسات إلى بعض الممارسات التي تنهض بمستوى التطور والنجاح عبر تطبيق معايير رئيسية لا يجب أن تحيد عنها يمينًا ولا شمالًا.
ما هي المفاهيم الأساسية لنموذج التميز الأوروبي للجودة؟
نموذج التميز الأوروبي المُستخدم اليوم يقوم على عدد من المفاهيم أو المبادئ الرئيسية العامة والتي تصلح للمؤسسة مهما كان القطاع التي تنتمي له، وذلك بفضل شموليتها وإمكانية تطبيقها على المنظمة أو المؤسسة بغض النظر عن أية اعتبارات، سنطلعك على أهم ثلاثة منها:
1. تحقيق نتائج متوازنة:
نموذج التميز المؤسسي يعطي الاهتمام لشتى المجالات التي تهم صاحب أي منظمة أو مؤسسة أو شركة، بمعنى أنه يتم دراسة محاور عدة مثل خلق قيمة فعلية للعملاء وأصحاب المصلحة، وإنشاء علاقات متبادلة وفقًا لمصالح تعود بالنفع على كلا الطرفين، وضمان النجاح المستدام للشركة عبر رفع قيمة علامتها التجارية والعديد من الجوانب الأخرى.
2. بصيرة القيادة:
أحد أكثر المبادئ أهمية لنموذج التميز الأوروبي هو وجود قائد يسعى إلى إحداث تأثير ملموس في المنظمة سواء من حيث تحقيق الاستقرار أو الوصول إلى درجة الرضا الوظيفي أو إطلاق بعض الفعاليات التي تهدف إلى التحسين والتطوير ومن ثم الظفر بالتميز وإعلاء شأن العلامة التجارية في السوق التنافسية.
3. التخطيط للمستقبل:
يحتوي نموذج التميز الأوروبي ضمن مفاهيمه الأساسية معيار التفكير والتخطيط لمستقبل المنظمة وهذا ما يجعل أنظمة هذا النموذج متكاملة تهدف إلى تحسين ورفع أداء المؤسسات في المستقبل القريب وحتى البعيد.
ما هي المعايير السبعة لنموذج التميز الأوروبي؟
باستخدام نموذج التميز الأوروبي إلى جانب الإدارة الجيدة له هناك 7 معايير هامة يجب تطبيقها على نظام العمل في المؤسسة وبالتالي إدارة الجودة الشاملة، دعنا نتعرف عليها:
· الاتجاه
ويشمل على معيارين أساسيين:
1. المعيار الأول هو الغرض والرؤية والاستراتيجية.
2. المعيار الثاني هو الثقافة التنظيمية والقيادة.
أولا: الغرض والرؤية والاستراتيجية:
ويتبع إلى مبادئ التعريف بالمنظمة والهدف العام الذاتي لها إلى جانب معرفة ما تقدم وما تنوي الوصول إليه مستقبلًا.
ثانيا: الثقافة التنظيمية والقيادة:
ويقصد بـ الثقافة التنظيمية أنها عملية تضم مجموعة محددة من القيم التي يتم التعرف أو التواصل من خلالها مع أصحاب المصلحة أو حتى الوسائل التي يتواصل بها أعضاء الفرق فيما بينهم ومع قائدهم.
· التنفيذ
ويضم ثلاثة معايير هامة، هي:
1. إشراك أصحاب المصلحة:
استخدام نموذج التميز الأوروبي في المنظمات يزيد من وعيهم حول ضرورة إشراك أصحاب المصلحة في الدراسة لبعض من القرارات الحاسمة المتخذة، تساعد هذه الاستراتيجية على اختيار نوع المنتج أو الخدمة وفقًا لرغبات العميل.
2. خلق قيمة مستدامة:
لا يركز نموذج التميز المؤسسي فقط على الاستفادة من العملاء، بل يعنى بخلق قيمة مستدامة للعميل بأن يراعى في تصنيع المنتج أو تقديم الخدمة أعلى جودة ممكنة.
3. قيادة الأداء والتحول
البرنامج العام لنموذج التميز الأوروبي يحث دومًا المنظمات على مراعاة متطلبين مهمين في عالم الأعمال، هما التحول عندما يتطلب الأمر ذلك، والأداء الأمثل المعتمد في حمل الشركات على جناحي التطور والنجاح.
· النتائج
حدد هذا المعيار بمعيارين أساسيين يندرجان تحته هما:
1. تصورات أصحاب المصلحة:
يركز هذا المعيار على قياس النتائج بناءً على آراء وتعليقات أصحاب المصلحة حول التجارب الشخصية لهم في الخدمات أو حتى المنتجات التي تقدمها، بل وبذل أقصى جهد لتحسين ذلك.
2. الأداء الاستراتيجي والتشغيلي:
يركز هذا المعيار على قفزة الشركة التي حققتها بعد إطلاق منتج ما أو خدمة، ويقيس ذلك تبعًا لتحقيق الأغراض المخطط لها سواء الإيرادات أو حتى بناء سمعة جيدة.
إذن يهدف نموذج التميز الأوروبي إلى منح أي مؤسسة سواء كانت محلية أو عالمية فرصة الارتقاء بكل ما تقدمه وتحقيق كل ما تطمح له، من خلال عدد من التوجيهات والخطوات.